• عُشْر الأطفال والمراهقين مصابون بالاكتئاب

    حذَّر أستاذ الطب النفسي المساعد في كلية الطب بجامعة الإمام الدكتور نادر الرحيلي، من خطورة الاكتئاب عند الأطفال والمراهقين.
    وبيّن أن نسبة الإصابة بالاكتئاب عند الأطفال في عمر المدرسة (٦–١٢ سنة) تبلغ ٢–٣٪ وتزيد هذه النسبة في المراهقين (١٣–١٧سنة) لتبلغ ٨٪.
    أما عن الأسباب، فقال «لا توجد أسباب أكيدة وواضحة، ولكن النظريات العلمية تجمع على مسببات جينية وراثية وأخرى بيئية مكتسبة».
    وأضاف «عديد من الدراسات أظهرت أن وجود خلل ما في بعض الجينات يؤدي إلى الإصابة بمرض الاكتئاب عند الأطفال، ولكن هذه الفحوصات لا تستخدم في المستشفيات إنما فقط في المجال البحثي لتكلفتها العالية، ووجد أن الأطفال المصابين بنقص هرمون السيرتونين في الدماغ هم أكثر عرضة للإصابة من غيرهم بالاكتئاب، وأن الأطفال المصابين بالاكتئاب يعانون من ضمور مناطق معينة في الدماغ، وأظهرت الدراسات أن الأطفال الذين لديهم قرابة من الدرجة الأولى لأشخاص يعانون من اكتئاب ترتفع نسبة الإصابة لديهم ثلاث مرات عمن ليس لديهم تاريخ مرضي في العائلة.
    وأكد أن إساءة معاملة الطفل وإهماله وتعنيفه كلها مسببات للاكتئاب عند الأطفال، وموت أحد الوالدين خصوصاً قبل عمر ١١ سنة، وإصابة أحد الوالدين بمرض نفسي أو تعاطيهم المخدرات، بالإضافة إلى الخلافات الزوجية المستمرة وعدم استقرار الوضع النفسي العائلي.
    وعن أعراض المرض وكيفية اكتشافه، قال «إن أعراض الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين تختلف قليلاً عن أعراض الاكتئاب لدى البالغين في كلا الفئتين العمريتين، لابد أن توجد الأعراض بشكل متواصل بمدة لا تقل عن الأسبوعين، فلا تعتبر ضيقة الصدر والحزن العابر اكتئاباً، وأعراض الاكتئاب عند المراهقين (١٣–١٧ سنة) على الأقل 5 من الأعراض التالية ولمدة أسبوعين على الأقل، الحزن وضيق الصدر وافتقاد المتعة في أمور كان يحب عملها ونقص الشهية والوزن واضطراب في النوم والشعور بالكسل ونقص الطاقة وقلة الحركة وانعدام النشاط وضعف التركيز والشعور باليأس من الحياة وأفكار عن الموت والانتحار، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأعراض تؤثر بشكل واضح على المراهق، مما يسبب له ضعفاً في التحصيل الدراسي وعزلة اجتماعية ولربما في بعض الأحيان إلى الوقوع في المخدرات وبعض المشكلات السلوكية.
    وأضاف «أما أعراض الاكتئاب عند الأطفال (٥-١٢ سنة) ففي الأصل هي نفس أعراض المراهقين التي سبق ذكرها، ولكن كثيراً ما تختلف هذه الأعراض ويصعب اكتشافها من قِبل الوالدين، خصوصاً في الأعمار الصغيرة التي يصعب عليها التعبير عن نفسها، فتظهر الأعراض كالتالي: شكاوى جسدية: كآلام البطن والصداع وقلة الحركة وانعدام النشاط وعدم اللعب أو طلب أمور تعود الوالدان أن يطلبها طفلهما والعصبية والنرفزة والتعبير عن الحزن بالغضب والبكاء من دون سبب واضح.
    وعن العلاج، قال «العلاج ينقسم إلى قسمين، العلاج المعرفي السلوكي: هو الخيار الأول في العلاج، خصوصاً في الحالات الخفيفة والمتوسطة من الاكتئاب وعبارة عن جلسات علاج نفسي أسبوعية تتراوح مدتها بين ٤٥ دقيقة إلى الساعة، يقوم فيها المعالج النفسي بعدد من التقنيات التي تساعد المصاب في تخطي المرض، أما العلاج الدوائي فيعتبر خياراً ثانوياً بعد العلاج السلوكي المعرفي في الحالات الخفيفة والمتوسطة حينما لا تؤدي الجلسات العلاجية إلى تقدم إيجابي، ويعتبر العلاج الدوائي خياراً أولياً في الحالات الشديدة عبارة عن مجموعة من الأدوية المصرح بها طبياً من هيئة الغذاء والدواء لهذه الفئة العمرية».


    المصدر : جريد الشرق

    http://www.alsharq.net.sa/2017/04/10/1668048

© 2016 حقوق المحتوى النص لجمعية افلاذ