بالرغم من كل التقدم الذي نشاهده في وقتنا الحالي، ورغم كل الوسائل التقنية والرفاهية التي لم تكن متاحة من قبل للأطفال، مازلنا نجهل فهم خصائص النمو التي يتمتع بها أطفالنا ويعبر بها من خلال سلوكيات في الحياة، ونتعامل معهم بنفس الأسلوب الذي كان آباؤنا يعاملوننا به، فنحن نريد من الطفل أن يفعل ما نريده

منه ونكون في غاية الزعل إذا صدرت له الأوامر ولم يطبق ما نمليه عليه، فإذا استمر في عدم سماع الكلام، يكون عقابه الضرب المبرح.

ومن هنا أعتقد بل أجزم أن هذه الأساليب التي نتبعها ونطبقها على أطفالنا في تربيتهم لا تتناسب مع واقع العصر الذي نحيا به الآن، وبالتالي يظهر ما نواجهه ونعانيه اليوم من مشكلات في ارتفاع معدلات الجرائم، وعدد حالات الطلاق، وظهور بعض السلوكيات المخالفة للشرع، وحقوق الوالدين، وعدم احترام القوانين المطبقة.

من هنا يتبين لنا أن كل هذه السلوكيات الخاطئة، هي نتيجة ما أفرزته الأساليب المختلفة في تربيتنا لأطفالنا، فعلينا أن ندرك خطورة الأمر ونبدأ الاستثمار في مرحلة الطفولة بغرس قيم التربية التي حث عليها ديننا الإسلامي، وتعامل بها قدوتنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مع صحابته؛ لأن الوقاية خير من العلاج .
بقلم : أ. عبدالله الحسين

المصدر : صحيفة اليوم
http://www.alyaum.com/article/4186859