• تقبل اعتذار طفلك

    عزيزي المربي، تخيل أنك مررت الآن بخلاف مع طفلك، وربما تكون قد أحسنت التعامل معه، وربما لم تفعل (فكلنا بشر)، ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ هذه النقطة في غاية الأهمية، لأنني رأيت وسمعت العديد من الآباء والأمهات يسيئون التعامل مع أطفالهم .

    فمثلا تجد الطفل وقد عاد إليك واقفا عند السلم باديا عليه الندم ويبدو كأنه يعتذر إليك بدون كلمات، إلا أنك تعيد الكرة وتواصل لومه على سوء أدبه، وما يلي ذلك هو أن يبدأ الطفل في الدفاع عن نفسه، ثم تتجادلان، ومن ثم ترسله إلى حجرته مجددا أو ربما تتوقف عن الحديث معه لفترة وتظهر العبوس في وجهه على الدوام .

    في كلتا الحالتين، أنت لم تسمح للطفل بالهروب من ذلك الشعور السيئ الذي كان يحاول التخلص منه، لقد سمعت مرة أحد الآباء وهو يقول لطفله الذي اعتذر منه «المهم ليس الاعتذار، بل الأهم عدم تكرار الخطأ مجددا» هذا صحيح في حد ذاته، بيد أن هذا ليس الوقت الملائم لقوله، وبالطبع ظل الطفل المسكين شاعرا بأنه لا يزال مخطئا ولم يسامحه والده، ورأيت وجهه عابساً .

    إن أهم شيء هو أن يعرف طفلك أنك لا تزال تحبه، كما أنه بحاجة إلى معرفة أن الاعتذار له فوائده وأن يعزم على تغيير سلوكه، فإذا ما ظللت على غضبك منه، فما الداعي للاعتذار لك إذن؟ لذا عندما ينتهي الخلاف، دع طفلك يعلم إنك تحبه وترحب بعودته إليك، وأخبره بأنك تقدر اعتذاره لك وقدرته على الاعتراف بأنه كان مسئولا (ولو بجزء بسيط) عن الخلاف الذي وقع .

    وقفة: إن أهم شيء هو أن يعرف طفلك أنك لا تزال تحبه .
    بقلم : أ. عبدالله الحسين

    المصدر : صحيفة اليوم
    http://www.alyaum.com/article/4188715

© 2016 حقوق المحتوى النص لجمعية افلاذ